شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته انتصار السيسي، مساء اليوم، افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور نحو 80 وفداً دولياً يمثلون رؤساء دول وحكومات، إلى جانب منظمات إقليمية ودولية وشركات عالمية كبرى، في حدث يعكس مكانة مصر كجسر حضاري بين العصور.
استقبل الرئيس شخصياً قادة الوفود بألقابهم الرفيعة، لتبدأ الاحتفالية بعرض فني بعنوان "العالم يعزف لحناً واحداً"، يجسد الوحدة الإنسانية عبر الموسيقى والإيقاعات العالمية. وسرعان ما انتقل الجمهور إلى عرض ليزر ودرونز مذهل، يفسر نظرية "حزام أوريون" ويربط موقع المتحف جغرافياً بالأهرامات، مؤكداً أن التصميم الهندسي يحاكي التوافق الكوني الذي ألهم بناة الحضارة الفرعونية.
ثم جاء عرض "رحلة سلام في أرض السلام"، يروي مسيرة الإبداع المصري من هرم زوسر السلمي في سقارة، مروراً بعصور البطالمة والرومان، وصولاً إلى المشاريع الحديثة كالعاصمة الإدارية الجديدة. وتخلل العرض مشهد درامي يظهر عمالاً يرفعون كتل الحجر الجيري بأيدٍ ماهرة، يعكس استمرارية المهارة عبر آلاف السنين.
أثرت الأجواء أغنية قبطية قديمة تردد صداها في القاعة، تلاها إنشاد صوفي يحمل رسائل التسامح، قبل أن يختتم العرض بتشكيل جوي بالدرونز يرسم عبارة "الحضارات تزدهر وقت السلام"، مضيئاً سماء الجيزة بلغات متعددة.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أن الاحتفالية ليست مجرد افتتاح مبنى، بل إعلان عن مرحلة جديدة تجمع التراث بالتكنولوجيا، حيث يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بينها تمثال رمسيس الثاني الكامل لأول مرة. وأشار خبراء آثار حضروا الحدث إلى أن الموقع المختار يجعل المتحف امتداداً طبيعياً لمجمع الأهرامات، مما يعزز السياحة الثقافية ويرفع إيرادات مصر المتوقعة بنسبة 30% خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق تقديرات منظمة اليونسكو.
من جانبهم، أشاد رؤساء الوفود بالتنظيم الاستثنائي، معربين عن استعداد بلادهم لشراكات استثمارية في مجالات الآثار والتكنولوجيا. وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "هذا المتحف ليس مصرياً فقط، بل ملكاً للإنسانية جمعاء".
هل يمهد هذا الافتتاح لعصر ذهبي جديد يجعل مصر مركزاً عالمياً للحوار الحضاري؟

