الفنانة الفلسطينية نويل خرمان تشدو للوطن والحب على ركح مهرجان الحمامات الدولي

افتتحت نويل السهرة بأغنية "هذا أنا"، فأحكمت قبضتها على القلوب قبل الآذان معلنة هويتها المتجذرة في أعماق الأرض الفلسطينية. ثم تدفّق صوتها عبر "حيفا" مدينتها وعنوان آخر إصداراتها التي تعانق فيها المدينة المحتلة بشغف لا ينضب. وسرعان ما استرسلت في الغناء لتؤدي بأحاسيس مرهفة نشيد الفراق "الفرقة" قبل أن تمنح الجمهور لحظات مشحونة بالعواطف مع "ممنونلك".

ورافق الفنانة الفلسطينية في هذا العرض مجموعة موسيقية تونسية بقيادة عازف الكمان عطيل معاوي ومحمد بن صالحة على الناي ومحمد علي العش على الدرامز إلى جانب عازف الإيقاع بشير النفاتي وعبد العزيز الشريف على الباص وخليل جماعة على الغيتار وبشير غربال على البيانو أورغ. أما الكورال فقد ضم الثنائي أسماء الشريف وآمنة زين.

وتسارع نسق إيقاع السهرة مع أغنية "يا لالي" التي تماهت فيها الإيقاعات الشرقية بالغربية. ولم يخل العرض من نفحات التراث المغاربي عندما صدحت بالأغنية التونسية "لاموني اللي غارو مني" للهادي الجويني. وأدت أيضا الأغنية التراثية الصوفية "سيدي منصور". وغنت خرمان أيضا "فيروز" كما لم تنس جذورها وهويتها التي لازمتها طيلة العرض. وقد راوح أداؤها بين الوجد والالتزام حين قدمت وصلة فلسطينية وهي مزيج من الأهازيج الشعبية التي تحكي صمود الأرض وأغاني الحرية.

قبل أن يسدل الستار على هذا الحفل، باحت نويل خرمان في أغنيتها "كتير بكيت" التي تعالت على إثرها أصوات الحاضرين بالحرية لفلسطين. ثم ختمت السهرة بـ "آن الأوان" وبها أكدت أن فلسطين حاضرة في القلوب وأن الفن حين يعلو يصبح سلاحا يأبى النسيان.

ونويل خرمان المولودة سنة 1998 في مدينة حيفا، تعدّ من أبرز الأصوات الفلسطينية الصاعدة في السنوات الأخيرة. اشتهرت منذ 2014 بعد فيديو غنائي مزجت فيه بين أغنية "هالو" لأديل و"كيفك إنت" لفيروز والذي حصد أكثر من 35 مليون مشاهدة ما فتح أمامها أبواب الشهرة في الوطن العربي والعالم.

وتميّزت نويل بأسلوبها الموسيقي الذي يمزج بين الإيقاعات الشرقية واللمسات الغربية، ما جعلها تستقطب جمهورا واسعا خصوصا من فئة الشباب. وتحمل أغانيها رسائل الحب والسلام والعدالة وتسلط الضوء على القضايا الإنسانية وعلى رأسها قضية شعبها الفلسطيني التي تظل حاضرة في كل إنتاجاتها.

// نويل خرمان في ندوة صحفية بعد العرض: "رسالتي أن يصل الصوت الفلسطيني إلى أقصى حدود العالم" //

وعبّرت نويل خرمان، خلال ندوة صحفية انتظمت بعد العرض، عن سعادتها البالغة بتواجدها لأول مرة في تونس مشيدة بجمال البلاد وكرم أهلها وثراء ثقافتها الموسيقية. واعتبرت أن هذه التجربة كانت واحدة من أفضل العروض في مسيرتها الفنية.

ونوّهت الفنانة الفلسطينية إلى الطاقة الإيجابية التي بثّها الجمهور التونسي فيها، قائلة إن "الجمهور كان مذهلا وآمل أن ألتقي بهم في حفلات قادمة في تونس بإذن الله".

وأكدت نويل أنها تستلهم كثيرا من الموسيقى المغاربية وخاصة من الطابع التونسي والجزائري والمغربي، مضيفة: "أحبّ هذه الأنماط الموسيقية وأستمع إليها باستمرار وقد ألهمتني في أعمالي، آخرها أغنية (فيروز) التي جمعتني بالفنان المغربي تاوسن".

وفي حديثها عن الأغاني التي قدّمتها في سهرتها، أشارت نويل إلى أنها اختارت بعناية أعمالا تعبّر عن هويتها الفلسطينية، مؤكدة أن كونها من حيفا ومن عائلة فلسطينية تعيش واقعا معقدا يجعل من صوتها فعلا سياسيا بحدّ ذاته. وأفادت أنها غنت من أعمال تعبّر عن التراث والهوية الفلسطينية.

وتحدّثت نويل بحرارة عن أغنية "كتير بكيت"، مشيرة إلى أنها كتبتها في بداية الحرب الأخيرة، وأنها لم تكن فقط أغنية حزينة بل أيضا فعلا من أفعال المقاومة النفسية. وقالت إن هذه الأغنية كانت بمثابة علاج نفسي لها وكتبتها في وقت صعب للغاية.

أما عن تجربتها في أداء اللهجة التونسية على الركح، فقالت إنها وجدت بعض الصعوبة في البداية لكنها بدأت تفهمها أكثر مع مرور الأيام. وعبّرت عن امتنانها للموسيقيين الذين ساعدوها على تقديم الأغنية رغم أن الوقت كان ضيقا. وختمت نويل خرمان كلمتها بالتأكيد على أنّ حلمها الأكبر هو إيصال الصوت الفلسطيني إلى كلّ العالم.

ويتجدد الموعد في سهرة اليوم الاثنين 21 جويلية مع عرض "سينوج - أوديسي" هو مشروع موسيقي ابتكره الفنان التونسي بنجامي ويهدف إلى إحياء الإيقاعات التونسية ضمن قالب موسيقي معاصر. ويمزج هذا المشروع بين المزود والغناء الشعبي والتقنيات الإلكترونية في تجربة حية ونابضة بالإيقاع.

Sat Lights

شارك في نشرتنا الاخبارية واحصل على صور حصرية & ورسالتين اخباريتين كل شهر